محمد بن عليّ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
محمد بن عليّ
محمد بن عليّ
احتفظت ذاكرة جيل التابعين بمكانة سامقة لسليل بيت النبوة محمد بن علي بن الحسين y أجمعين . ترجم له ابن كثير في « البداية والنهاية » فقال : « هو تابعي جليل ، كبير القدر كثيراً ، أحد أعلام هذه الأمة علماً وعملاً وسيادة وشرفا » وقال في وصف حاله : « كان ذاكراً خاشعاً صابرا .. وكان عارفاً بالخطرات ، كثير البكاء والعبرات ، معرضاً عن الجدال والخصومات » . ويكنى الإمام محمد بأبي جعفر ، ويلقب ﺒ « الباقر » قال ابن كثير : « وسمي الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم » .
۩ ۩ ۩
وعظ محمد بن علي رحمه الله تعالى جابراً الجعفي موعظة بليغة جامعة ، ينبغي لكل داعية أن يتأملها بعمق ، وأن يفتش في قلبه عن المعاني الرديئة ليتوب إلى الله عزَّ وجلَّ منها .. أما إذا وجد القلب ملآناً بالمعاني الطيبة الكريمة التي اقتبسها الإمام محمد من مشكاة النبوة داعياً إلى التمسك بها .. فعليه أن يحمد الله تعالى ، وأن يحرص على بقائها وعدم زوالها ..
« قال جابر الجعفي : قال لي محمد بن علي : يا جابر! إني لمحزون ، وإني لمشتغل القلب » .
قلت : وما حزنك وشغل قلبك ؟!
قال : يا جابر! إنه من دخل قلبه صافي دين الله عزَّ وجلَّ شغله عما سواه . يا جابر .. ما الدنيا ؟! ، وما عسى أن تكون ؟! هل هي إلا مركباً ركبته ؟ أو ثوباً لبسته ؟ أو إمرأة أصبتها ؟! يا جابر! إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ، ففازوا بثواب الأبرار .
إن أهل التقوى أيسرُ أهل الدنيا مؤنة ، وأكثرُهم لك معونة ، إن نسيت ذكَّروك ، وإن ذكرتَ أعانوك ، قوّالين بحق الله ، قوّامين بأمر الله .. نظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم ، وتوحشوا من الدنيا لطاعة محبوبهم ، وعلموا أن ذلك من أمر خالقهم ، فأنزلوا الدنيا حيث أنزلها مليكهم ، كمنـزل نزلوه ثم ارتحلوا عنه وتركوه ، وكماء أصبته في منامك فلما استيقظت إذ ليس في يدك منه شيء . فاحفظ الله فيما استرعاك من دينه وحكمته » .
۩ ۩ ۩
لذلك كان محمد بن علي رحمه الله يحب الزاهدين ، ويدعو إلى إكرامهم وتعظيمهم في القلوب .. فمن كلامه الحسن : « كان لي أخ في عيني عظيم ، وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينيه » . أما الذين استولت الدنيا على قلوبهم .. وخاصة العلماء .. فإنه كان يروي في التنفير منهم كلاماً قاله الفاروق عمر ابن الخطاب t ، قال خالد بن يزيد : سمعت محمد بن علي يقول : قال عمر بن الخطاب : « إذا رأيتم القارىء يحب الأغنياء فهو صاحب دنيا ، وإذا رأيتموه يلزم السلطان فهو لص » .
۩ ۩ ۩
ولمس رحمه الله من واقع الأمة أن حب الدنيا رأس كل خطيئة .. لأن الإقبال على الدنيا يورث غفلة في القلب ، وهضماً لحقوق الآخرين ، وإهمالاً لمواساة الأقارب والإخوان ، وفي بيان ذلك يقول : « أشد الأعمال ثلاثة : ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك ، ومواساة الأخ في المال » .
ودعوة التابعي الجليل محمد إلى الزهد ، وتحذيره من تمكن حب الدنيا من القلوب ، دليلٌ على اهتمامه الكبير بالجانب الأخلاقي من حياة الإنسان .. وهو جانب جدير بأن يوجه إليه الدعاة في زماننا عناية فائقة لإحيائه وإشاعة بركته بين الناس .. حتى تستقيم سجاياهم وتصلح أعمالهم .. فمن نصائحه رحمه الله في باب أخلاق المتقين قوله :
« ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله عزَّ وجلَّ من أن يسأل ، وما يدفع القضاء إلا الدعاء . وإن أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع أن يفعله ، وينهى الناس بما لا يستطيع أن يتحول عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه » .
۩ ۩ ۩
وينقل الباقر محمد بن علي من علمه وتجربته درساً في الإيمان وقوته وضعفه ، محذراً ومنفراً من خلق ذميم يمقته الله تعالى وهو «الكبر» الذي يدفع صاحبه إلى «بطر الحق وغمط الناس » يقول رحمه الله : « الإيمان ثابت في القلب ، واليقين خطرات ، فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد ، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية ، وما دخل قلب عبد شيء من الكبر إلا نقص من عقله بقدره أكثر منه» .
۩ ۩ ۩
وكان رحمه الله دائم الدعوة إلى الخلال الكريمة .. وكان يؤكد على خلق « الرفق » وهو خلق رغّب فيه الرسول e في أحاديث كثيرة ، يقول الإمام أحمد : « من أُعطي الخلق والرفق فقد أُعطي الخير والراحة ، وحَسُنَ حاله في دنياه وآخرته ، ومن حُرمهما كان ذلك سبيلاً إلى كل شر وبلية ، إلا من عصمه الله » ، أما تنفير محمد بن علي من الأخلاق الخبيثة وآثارها في السلوك ، وعلى العلاقات بين الناس فنجده كثيراً في كلامه ، ومن ذلك قوله في نصيحة لابنه : « إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل خبيثة ، إنك إن كسلت لم تؤد حقاً ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق » وقوله : « إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق » وقوله : « سلاح اللئام قبيح الكلام » .
وهذا الحصن الأخلاقي المتين هو الذي اعتصم به محمد بن علي يوم برزت فتنة « التشيع » ، فالتزم رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة . وإلى هذا أشار ابن كثير في ترجمته : « وهو أحد من تدّعي فيه طائفة الشيعة أنه أحد الأئمة الإثني عشر ، ولم يكن الرجل على طريقتهم ولا على منوالهم ، ولا يدين بما وقع في أذهانهم وأوهامهم وخيالهم ، بل كان ممن يقدم أبا بكر وعمر ، وذلك عنده صحيح في الأثر ، وقال أيضاً : ما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما رضي الله عنهما » ، ومن أدلة ذلك ما رواه عروة وجابر : « قال عروة بن عبد الله : سألت أبا جعفر بن علي عن حلية السيف ؟
فقال : لا بأس به ، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه . قال : قلت : وتقول الصديق ؟! . فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال : نعم الصديق ، نعم الصديق ، فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة » .
« وقال جابر الجعفي : قال لي محمد بن علي : يا جابر! بلغني أن قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ، ويتناولون أبا بكر وعمر ، ويزعمون أني أمرتهم بذلك ، فأبلغهم عني أني إلى الله منهم بريء ، والذي نفسي بيده - يعني نفسه - لو وُليت لتقربت إلى الله بدمائهم ، لا نالتني شفاعة محمد r إن لم أستغفر لهما ، وأترحم عليهما ، إن أعداء الله غافلون عن فضلهما وسابقتهما ، فأبلغهم أني بريء منهم وممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما . وقال : من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة » .
وهذا الموقف النبيل العظيم من أبي جعفر رحمه الله تعالى يلقي في روعنا درساً في أصول التعاون مع « الفتن » ، ففي زمن الفتنة والخصومة .. تختل قيم .. وتضطرب موازين .. وتمتحن الأخلاق .. فمن اعتصم قلباً ، وسمعاً ، ولساناً بحدود الشرع فقد فاز .. ومن ترك قلبه .. تعبث به الظنون والأوهام ، وسمعه .. يستقبل ما هبّ ودبّ من كلام المفتونين ، ولسانه .. ينطلق على غير هدى في أعراض الناس .. ولو كان متأولاً .. فقد هلك . نعوذ بالله من الخذلان .
۩ ۩ ۩
ونختم الكلام عن الباقر أبي جعفر رحمة الله عليه بذكر طائفة من نصائحه التي نحتاجها .. يقول رحمه الله :
` اعرف مودة أخيك لك بما له في قلبك من المودة ، فإن القلوب تتكافأ .
` الغنى والعزّ يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطِناه .
` بئس الأخ أخٌ يرعاك غنياً ويقطعك فقيرا .
` والله لموت عالم أحبّ إلى إبليس من موت ألف عابد .
` تدعو الله بما تحب ، وإذا وقع الذي تكره لم تخالف الله عزَّ وجلَّ فيما أحب .
` لكل شيء آفة ، وآفة العلم النسيان .
احتفظت ذاكرة جيل التابعين بمكانة سامقة لسليل بيت النبوة محمد بن علي بن الحسين y أجمعين . ترجم له ابن كثير في « البداية والنهاية » فقال : « هو تابعي جليل ، كبير القدر كثيراً ، أحد أعلام هذه الأمة علماً وعملاً وسيادة وشرفا » وقال في وصف حاله : « كان ذاكراً خاشعاً صابرا .. وكان عارفاً بالخطرات ، كثير البكاء والعبرات ، معرضاً عن الجدال والخصومات » . ويكنى الإمام محمد بأبي جعفر ، ويلقب ﺒ « الباقر » قال ابن كثير : « وسمي الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم » .
۩ ۩ ۩
وعظ محمد بن علي رحمه الله تعالى جابراً الجعفي موعظة بليغة جامعة ، ينبغي لكل داعية أن يتأملها بعمق ، وأن يفتش في قلبه عن المعاني الرديئة ليتوب إلى الله عزَّ وجلَّ منها .. أما إذا وجد القلب ملآناً بالمعاني الطيبة الكريمة التي اقتبسها الإمام محمد من مشكاة النبوة داعياً إلى التمسك بها .. فعليه أن يحمد الله تعالى ، وأن يحرص على بقائها وعدم زوالها ..
« قال جابر الجعفي : قال لي محمد بن علي : يا جابر! إني لمحزون ، وإني لمشتغل القلب » .
قلت : وما حزنك وشغل قلبك ؟!
قال : يا جابر! إنه من دخل قلبه صافي دين الله عزَّ وجلَّ شغله عما سواه . يا جابر .. ما الدنيا ؟! ، وما عسى أن تكون ؟! هل هي إلا مركباً ركبته ؟ أو ثوباً لبسته ؟ أو إمرأة أصبتها ؟! يا جابر! إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ، ففازوا بثواب الأبرار .
إن أهل التقوى أيسرُ أهل الدنيا مؤنة ، وأكثرُهم لك معونة ، إن نسيت ذكَّروك ، وإن ذكرتَ أعانوك ، قوّالين بحق الله ، قوّامين بأمر الله .. نظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم ، وتوحشوا من الدنيا لطاعة محبوبهم ، وعلموا أن ذلك من أمر خالقهم ، فأنزلوا الدنيا حيث أنزلها مليكهم ، كمنـزل نزلوه ثم ارتحلوا عنه وتركوه ، وكماء أصبته في منامك فلما استيقظت إذ ليس في يدك منه شيء . فاحفظ الله فيما استرعاك من دينه وحكمته » .
۩ ۩ ۩
لذلك كان محمد بن علي رحمه الله يحب الزاهدين ، ويدعو إلى إكرامهم وتعظيمهم في القلوب .. فمن كلامه الحسن : « كان لي أخ في عيني عظيم ، وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينيه » . أما الذين استولت الدنيا على قلوبهم .. وخاصة العلماء .. فإنه كان يروي في التنفير منهم كلاماً قاله الفاروق عمر ابن الخطاب t ، قال خالد بن يزيد : سمعت محمد بن علي يقول : قال عمر بن الخطاب : « إذا رأيتم القارىء يحب الأغنياء فهو صاحب دنيا ، وإذا رأيتموه يلزم السلطان فهو لص » .
۩ ۩ ۩
ولمس رحمه الله من واقع الأمة أن حب الدنيا رأس كل خطيئة .. لأن الإقبال على الدنيا يورث غفلة في القلب ، وهضماً لحقوق الآخرين ، وإهمالاً لمواساة الأقارب والإخوان ، وفي بيان ذلك يقول : « أشد الأعمال ثلاثة : ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك ، ومواساة الأخ في المال » .
ودعوة التابعي الجليل محمد إلى الزهد ، وتحذيره من تمكن حب الدنيا من القلوب ، دليلٌ على اهتمامه الكبير بالجانب الأخلاقي من حياة الإنسان .. وهو جانب جدير بأن يوجه إليه الدعاة في زماننا عناية فائقة لإحيائه وإشاعة بركته بين الناس .. حتى تستقيم سجاياهم وتصلح أعمالهم .. فمن نصائحه رحمه الله في باب أخلاق المتقين قوله :
« ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله عزَّ وجلَّ من أن يسأل ، وما يدفع القضاء إلا الدعاء . وإن أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع أن يفعله ، وينهى الناس بما لا يستطيع أن يتحول عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه » .
۩ ۩ ۩
وينقل الباقر محمد بن علي من علمه وتجربته درساً في الإيمان وقوته وضعفه ، محذراً ومنفراً من خلق ذميم يمقته الله تعالى وهو «الكبر» الذي يدفع صاحبه إلى «بطر الحق وغمط الناس » يقول رحمه الله : « الإيمان ثابت في القلب ، واليقين خطرات ، فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد ، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية ، وما دخل قلب عبد شيء من الكبر إلا نقص من عقله بقدره أكثر منه» .
۩ ۩ ۩
وكان رحمه الله دائم الدعوة إلى الخلال الكريمة .. وكان يؤكد على خلق « الرفق » وهو خلق رغّب فيه الرسول e في أحاديث كثيرة ، يقول الإمام أحمد : « من أُعطي الخلق والرفق فقد أُعطي الخير والراحة ، وحَسُنَ حاله في دنياه وآخرته ، ومن حُرمهما كان ذلك سبيلاً إلى كل شر وبلية ، إلا من عصمه الله » ، أما تنفير محمد بن علي من الأخلاق الخبيثة وآثارها في السلوك ، وعلى العلاقات بين الناس فنجده كثيراً في كلامه ، ومن ذلك قوله في نصيحة لابنه : « إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل خبيثة ، إنك إن كسلت لم تؤد حقاً ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق » وقوله : « إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق » وقوله : « سلاح اللئام قبيح الكلام » .
وهذا الحصن الأخلاقي المتين هو الذي اعتصم به محمد بن علي يوم برزت فتنة « التشيع » ، فالتزم رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة . وإلى هذا أشار ابن كثير في ترجمته : « وهو أحد من تدّعي فيه طائفة الشيعة أنه أحد الأئمة الإثني عشر ، ولم يكن الرجل على طريقتهم ولا على منوالهم ، ولا يدين بما وقع في أذهانهم وأوهامهم وخيالهم ، بل كان ممن يقدم أبا بكر وعمر ، وذلك عنده صحيح في الأثر ، وقال أيضاً : ما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما رضي الله عنهما » ، ومن أدلة ذلك ما رواه عروة وجابر : « قال عروة بن عبد الله : سألت أبا جعفر بن علي عن حلية السيف ؟
فقال : لا بأس به ، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه . قال : قلت : وتقول الصديق ؟! . فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال : نعم الصديق ، نعم الصديق ، فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة » .
« وقال جابر الجعفي : قال لي محمد بن علي : يا جابر! بلغني أن قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ، ويتناولون أبا بكر وعمر ، ويزعمون أني أمرتهم بذلك ، فأبلغهم عني أني إلى الله منهم بريء ، والذي نفسي بيده - يعني نفسه - لو وُليت لتقربت إلى الله بدمائهم ، لا نالتني شفاعة محمد r إن لم أستغفر لهما ، وأترحم عليهما ، إن أعداء الله غافلون عن فضلهما وسابقتهما ، فأبلغهم أني بريء منهم وممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما . وقال : من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة » .
وهذا الموقف النبيل العظيم من أبي جعفر رحمه الله تعالى يلقي في روعنا درساً في أصول التعاون مع « الفتن » ، ففي زمن الفتنة والخصومة .. تختل قيم .. وتضطرب موازين .. وتمتحن الأخلاق .. فمن اعتصم قلباً ، وسمعاً ، ولساناً بحدود الشرع فقد فاز .. ومن ترك قلبه .. تعبث به الظنون والأوهام ، وسمعه .. يستقبل ما هبّ ودبّ من كلام المفتونين ، ولسانه .. ينطلق على غير هدى في أعراض الناس .. ولو كان متأولاً .. فقد هلك . نعوذ بالله من الخذلان .
۩ ۩ ۩
ونختم الكلام عن الباقر أبي جعفر رحمة الله عليه بذكر طائفة من نصائحه التي نحتاجها .. يقول رحمه الله :
` اعرف مودة أخيك لك بما له في قلبك من المودة ، فإن القلوب تتكافأ .
` الغنى والعزّ يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطِناه .
` بئس الأخ أخٌ يرعاك غنياً ويقطعك فقيرا .
` والله لموت عالم أحبّ إلى إبليس من موت ألف عابد .
` تدعو الله بما تحب ، وإذا وقع الذي تكره لم تخالف الله عزَّ وجلَّ فيما أحب .
` لكل شيء آفة ، وآفة العلم النسيان .
youssef alattwa- عدد الرسائل : 15
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 29/04/2009
رد: محمد بن عليّ
ماشاء الله جزيت خيرا أخي
عبد المجيب- عدد الرسائل : 44
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 27/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى